اللون المفقود

يحلل الإنسان الضوء الأبيض باستخدام المنشور الثلاثي، فينفصل إلى سبعة ألوان تُسمى ألوان الطيف. هذه الألوان تمنح النفس شعورًا بالفرح، وتظهر جمال التناغم في الطبيعة.

هذا المشهد يدعونا للتأمل في التنوع الذي خلقه الله في العالم، سواء في الطبيعة أو في البشر. لكل لون صفاته الخاصة، ولكل شخص طريقته في التفكير. لذلك، نستمتع بجمال الحياة عندما تتناغم هذه الألوان بدلًا من أن تتنافَر.

لكن، نفتقد في حياتنا لونًا مهمًا. ليس لونًا فيزيائيًا، بل قيمة إنسانية كبيرة: الثقة بالنفس والاستقلال في التفكير. الكثير من الناس يفتقرون إلى هاتين الصفتين، وهما من أهم ألوان شخصية الإنسان.

يفقد بعض الناس هذا اللون لأنهم يتأثرون بالآخرين في قراراتهم. يتغير سلوكهم حسب الظروف، ويتلونون في مواقف مختلفة، لأنهم لم يبنوا شخصية ثابتة. يتحدثون كما يقول الآخرون، بدلاً من أن يعبروا عن أنفسهم. لهذا، يصعب التمييز بينهم.

في المقابل، يظهر الإنسان الواثق شخصيته الحقيقية. لا يخشى أن يختلف مع الآخرين إذا رأى أن هذا هو الصواب. يمضي قدمًا بثقة ويطور نفسه، دون أن يفقد جوهره. يعبر عن نفسه بوضوح، ويرفض أن يتغير ليصبح نسخة من الآخرين.

عندما نعلم أبناءنا الثقة بالنفس والاستقلال في التفكير، نساعدهم على بناء شخصيات قوية ومستقلة. وعندما نشجع هذه الصفات في مجتمعاتنا، نخلق طيفًا بشريًا متكاملًا ينبض بالصدق والوضوح.

في النهاية، نحتاج إلى المزيد من الثقة والوضوح، وليس إلى التلون والتقلب. حينها، نرى الحياة بنور حقيقي، ونتذكر أن الإنسانية تحافظ على أجمل ألوانها.