ليلى عبد اللطيف وتكهنات المستقبل: بين الحقيقة والوهم

في السنوات الأخيرة، تصدرت المدعوة ليلى عبد اللطيف المشهد الإعلامي بعد أن أثارت جدلاً واسعًا بادعاءاتها المثيرة حول قدرتها على التنبؤ بالمستقبل. تنبأت بأحداث في العالم العربي وخارجه. والمثير للدهشة أن بعض ما ذكرته تحقق بالفعل، رغم أنها غالبًا ما تقرأ من أوراق مكتوبة مسبقًا.

هذا الأمر يثير تساؤلات جدية: هل تمتلك قدرات خارقة فعلًا؟ هل تعلم الغيب؟ أم أن هناك تفسيرًا آخر؟

ما وراء “التوقعات”: حقيقة أم خدعة؟

معرفة الغيب مرفوضة شرعًا وعقلاً. فالقرآن الكريم يقول: “قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله”. وبالنظر إلى ما تقدمه ليلى عبد اللطيف، لا نجد شيئًا خارقًا، بل نلاحظ ارتباطًا مباشرًا بمعلومات تجهز مسبقًا من مراكز قوى عالمية.

هذه الجهات تعرف باسم “الدولة العميقة” أو “الماسونية”. وهي القوى التي تحرك الأحداث من خلف الستار. ليلى لا تتنبأ، بل تنقل ما يُراد إيصاله إلى الجمهور بأسلوب غامض ومثير.

أما في ما يخص الكوارث البيئية والزلازل والفيضانات، فهي تعتمد على أبحاث منشورة. يأخذ فريقها التوقعات من تقارير علمية عالمية، ثم تعيد صياغتها بأسلوب تنبؤي. وتستخدم تعابير مثل “والله أعلم” أو “قد يحدث خلال الفترة القادمة”، ما يجعل التوقع غير دقيق ويتيح له التأويل لاحقًا.

ليلى عبد اللطيف: ظاهرة إعلامية أم أداة توجيه ناعم؟

البعض يرى أن ليلى ليست أكثر من أداة إعلامية. يتم استخدامها لتكييف الجماهير نفسيًا، بحيث لا يصدمهم وقوع أحداث كبرى مستقبلًا. عندما يسمع الناس عن حرب قادمة أو أزمة اقتصادية متوقعة، فإن وقع الحدث الحقيقي يصبح أخف، وكأنه متوقع منذ زمن.

هذا النوع من التمهيد النفسي يُستخدم بكثرة في الإعلام العالمي. وبحسب هذا الرأي، فإن دور ليلى سينتهي عندما لا تعود هناك حاجة لوجودها. وقد شاهدنا شخصيات مشابهة اختفت فجأة، بعد أن استُهلكت مهمتها الإعلامية.

من هي ليلى عبد اللطيف؟

اسمها الكامل ليلى عبد اللطيف التميمي. وُلدت في بيروت لأب مصري وأم لبنانية. والدها كان مفتيًا في الأزهر الشريف. فقدته في سن صغيرة، وكانت تلك الخسارة بداية تحول في حياتها، حيث ادّعت أنها بدأت تكتسب حاسة خارقة.

درست في مدرسة داخلية. ثم عملت سكرتيرة في السفارة المصرية. كما اشتغلت في معرض فني. في تلك الفترة، بدأت تظهر عليها ما تسميه “علامات التوقع”. تقول إنها توقعت وفاة جدها أثناء الحج، وشعرت بالفرح عندما تحقق ذلك، رغم أن الحدث كان محزنًا.

بدأت شهرتها الإعلامية تتصاعد منذ أبريل 2018. وخلال سبع سنوات فقط، نشرت ما يقارب ألف فيديو. حصدت تلك الفيديوهات أكثر من 124 مليون مشاهدة. هذا بالإضافة إلى ظهورها المتكرر على شاشات التلفزة.

خاتمة تثير التساؤلات: من المستفيد؟

يبقى السؤال: لماذا تُمنح هذه الشخصية كل هذا الدعم الإعلامي؟ هل الهدف مجرد التسلية؟ أم أن هناك جهات تسعى لتمرير رسائل خفية من خلالها؟

في كل الأحوال، يجب أن نتذكر دائمًا أن الغيب بيد الله وحده. أما من يزعم امتلاك المعرفة المسبقة، فهو إما مخادع أو أداة في يد جهات أكبر. علينا أن نواجه هذه الظواهر بوعي ونقد، لا بانبهار وذهول.

لا توجد أراء حول “ليلى عبد اللطيف وتكهنات المستقبل: بين الحقيقة والوهم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *